منذ منتصف الشهر، تحاول الأسواق المالية التعافي بينما تقوم بتحليل جميع التطورات المحتملة المحيطة بالحرب التجارية التي أطلقتها الولايات المتحدة ضد أكبر شركائها التجاريين.

لا يزال شعور المستثمرين يتشكل بفعل المخاوف من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة في ظل الحروب التجارية العالمية. بغض النظر عن مدى صعوبة محاولة الدول الفردية غير المتورطة مباشرة في هذه الشبكة من التناقضات الاقتصادية والجيوسياسية البقاء خارجها، فإن هذه الأحداث ستؤثر حتماً على الجميع. المشكلة هي أن الولايات المتحدة تلعب دوراً مهماً في النظام المالي والاقتصادي العالمي، وأي ركود سيؤدي بلا شك إلى عواقب بعيدة المدى.

في نقاش التعريفات الجمركية، يتناقض ترامب باستمرار مع نفسه، وهو ما انعكس بشكل كامل في ديناميكيات السوق للشهر الثاني، مما خلق فوضى. دعواته للشركات الأمريكية لزيادة إنتاج السلع واستخراج النفط تصطدم بمشكلة حقيقية تتعلق بعدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد الوطني. استجابة للفوضى الوشيكة، من المرجح أن تبدأ الشركات في خفض النفقات الرأسمالية، مما سيقلل بشكل كبير من الإنتاج في القطاع الحقيقي - وهو ما أشار إليه بالفعل أحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع، الذي انخفض إلى ما دون عتبة 50 نقطة، مما يشير إلى الانكماش.

مع كل هذه القضايا، ما الذي يمكن أن يكون مربحاً؟

أود أن أوجه الانتباه إلى سوق الفوركس، حيث قد يحصل الدولار الأمريكي على دعم عبر مؤشر ICE Dollar ويرتفع فوق علامة 105.00. حالياً، يقف عند 104.33. قد يكون عاملاً إيجابياً هو تنفيذ تعريفات استيراد عالية ضد الاتحاد الأوروبي. قد يتعرض اليورو لضغط شديد. لقد تم بالفعل تسعير خطة الاتحاد الأوروبي لتمويل جيشه بمبلغ 800 مليار يورو ومقترحات ألمانيا لتحفيز اقتصادها بمبلغ مماثل. ومع ذلك، في غياب إجراءات ملموسة، قد يتأثر اليورو سلباً بالتعريفات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. في هذه الحالة، قد ينخفض زوج اليورو/الدولار الأمريكي بشكل كبير.

هناك أيضاً وضع مثير للاهتمام يتطور مع الين الياباني. ارتفعت عوائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات إلى 1.59%، وهو أعلى مستوى في أكثر من 16 عاماً. السبب هو تصريح محافظ بنك اليابان كازو أويدا بأن البنك المركزي سيواصل رفع أسعار الفائدة إذا تحققت التوقعات الاقتصادية السابقة. بالإضافة إلى ذلك، أشار المحافظ إلى أن البنك يقوم تدريجياً بتقليص حيازاته من السندات الحكومية. في الأسبوع الماضي، أبقى البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكن تعليقاته تضمنت موقفاً حذراً بشأن المخاطر الاقتصادية العالمية - تحديداً، التداعيات المحتملة من زيادة التعريفات الأمريكية. في هذا السياق، قد يستمر الين في تعزيز قوته مقابل الدولار والعملات الرئيسية الأخرى.

بتقييم كل هذا، أعتقد أن موضوع الحرب التجارية سيظل مهيمناً في الأسواق في المستقبل المنظور وسيؤثر بشكل مباشر على شعور المستثمرين.

توقعات اليوم:

EUR/USD

يتحرك الزوج فوق مستوى دعم قوي عند 1.0780. كسر هذا المستوى قد يؤدي إلى انخفاض نحو 1.0725 ثم 1.0700. نقطة دخول محتملة للمراكز القصيرة هي حوالي 1.0774.

USD/JPY

يتداول الزوج بارتفاع وسط ارتفاع عوائد السندات الحكومية اليابانية وتوقعات بمزيد من رفع أسعار الفائدة من بنك اليابان. قد يجد الزوج دعماً ويرتفع نحو 151.00، ثم 152.20. نقطة دخول محتملة للمراكز الطويلة هي حوالي 150.67.